نام کتاب : في ظلال القران نویسنده : سيد قطب جلد : 2 صفحه : 1150
كانوا ناساً من البشر كهاناً أو ذوي سلطان أو كانوا تماثيل من الحجر، أو أوثاناً، أو جناً أو ملائكة، أو كواكب أو غيرها مما يرمزون به إلى الآلهة الزائفة، ويجعلون له شركاً في حياتهم وأموالهم وأولادهم كما سيجيء في السورة. فأين؟ أين ذهب الشركاء والشفعاء؟ «لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ» .. تقطع كل شيء. كل ما كان موصولاً. كل سبب وكل حبل! «وَضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ» .. وغاب عنكم كل ما كنتم تدّعونه من شتى الدعاوى. ومنها أولئك الشركاء، وما لهم من شفاعة عند الله أو تأثير في عالم الأسباب! إنه المشهد الذي يهز القلب البشري هزاً عنيفاً. وهو يشخص ويتحرك ويلقي ظلاله على النفس، ويسكب إيحاءاته في القلب، ظلاله الرعيبة المكروبة، وإيحاءاته العنيفة المرهوبة.. إنه القرآن.. إنه القرآن..